دفع شبهة : اعتماد الشيخ ربيع على "بطانته" في إصدار الأحكام على الأشخاص تعديلاً أو تجريحاً.
الحمد لله ربّ العالمين والصّلاة والسَّلام على رسوله الكريم، وعلى آله وصحبه أجمعين .
أمّا بعـد:
هذه الشبهة ملخصها أن الشّيخ ربيعاً يعتمد في إطلاق الأحكام على الرجال، اعتماداً
الحمد لله ربّ العالمين والصّلاة والسَّلام على رسوله الكريم، وعلى آله وصحبه أجمعين .
أمّا بعـد:
هذه الشبهة ملخصها أن الشّيخ ربيعاً يعتمد في إطلاق الأحكام على الرجال، اعتماداً
على نقل المقربين له وطلبته الذين يثق بهم، والذي اصطلح عليهم(البطانة) فتأتي
هذه الأحكام موافقه لميول وعواطف هؤلاء الطلبة أو المقربين جرحاً أو تعديلاً.
وهذه الشبهة مدفوعة من عدة أوجه:ـ
من قرأ كتب الشّيخ ربيع في رده على المخالفين بكل مسمياتهم وتنوع اتجاهاتهم
الفكرية والمنهجية يجد أن الشيخ ربيعاً انتهج منهج السّبر والاستقراء والتّمحيص
والتّدقيق ثم المناصحة لمن يعتقد فيه قبولها ثم الصّبر على المخالف، فإن تبين أن
المخالف لايقبل حُكم عليه على وفق مخالفته، وللشيخ مؤلفات كثيرة ومقالات عديدة
ينقل فيها الشّيخ ربيع العبارات المخالفة لمنهج أهل السّنة وينتقدها بعلم.
المنهج العلمي في النّقد يقتضي أن نسمي الأشياء بأسمائها، حتى يستطيع الباحث
عن الحق أن ينظر في مدى واقعية هذا الكلام، كأن يقال مثلاً أن الشيخ ربيعاً
جرح فلاناً اعتماداً على نقل فلان له حيث قال" حدثني فلان الثقة أن فلان فيه كذا
وكذا، فلذلك هو عندي مجروح" والواقع خلاف ذلك، وهذا على سبيل الإلزام، وإلا
فالمعلوم أن خبر الثقة الضابط مقبول وفي التاريخ شواهد كثيرة على ذلك، لكن
هل موارد الشيخ ربيع في الجرح والتعديل هي نقل الثقات فقط؟ وجوابه في .
أن من استقرأ سيرة وأحكام الشّيخ يعلم أن موارد الشّيخ ربيع في الحكم على الرِّجال
متعدده ومنها مطالبة من نقل له شيء يتعلق ببعض الأخطاء التي ربما يقع فيها
بعض الدُّعاة وطلبة العلم يطالبهم بشيء موثق من كتبهم أومقالاتهم بخطهم أو صوتهم.
يقال إذا كانت موارد الشّيخ ربيع في الحكم على الرِّجال والطّوائف مبنينة على نقل
البطانة فكيف تبوأ الشّيخ ربيع هذه المنزلة العالية في الجرح والتعديل؟.
لما وقعت بعض الفتن في الأعوام الأخيرة نتيجة كلام بعض طلبة العلم ببعض كان
الشّيخ يحرص على وحدة الكلمة وجمع صف السّلفيين، والرِّفق واللين مع
المخالف إذا كان صاحب سُنة وقع في خطأ معين، أو لم يتضح له الصّواب في
قضية معينة، ويحرص على أن يجتمع الخصوم عنده ويدلي كل واحدٍ منهم بما عنده
من أشياء تتعلق بدعوة أخيه ثم يحكم بينهم بما تقتضيه الأدلة الشرعية.
صبر الشّيخ ربيع وسعة صدرة وسعية للصلح فيما ينفع فيه الصُّلح فيما يتعلق
ببعض المشاكل التي تحدث أحياناً بين طلبة العلم خير دليل على أن الشيخ لايعتمد على البطانة في نقد الرجال.
تصريح الشيخ ربيع في كثير من كتبه أن ينتقد المخالف بناءاً على ما سطره في
كتاب أو صرح به بصوته في درس أو خطبة، أو غير ذلك.
لقد علم كل منصف أن بيت الشّيخ ربيع يفتح لكل من أراد زيارته من طلبة العلم،
ولا أعرف عالماً في الوقت الحاضر فتح بيته لطلبة العلم من كل أصقاع المعمورة
مثل الشّيخ ربيع أضف إلى ذلك أن الشيخ ـ سدده الله- لا يأنف ولا يملّ من الجلوس
مع من طلب منه ذلك ولو كان صغير العمر قليل العلم، وكل شخص يستطيع أن
يُكلم الشّيخ بما يريد، وهذه الصّفات الحميدة في شخصية الشّيخ ربيع أعطت منهجه
في الجرح والتعديل قوة لأنّ هذا الانفتاح على طلبة العلم ومشاركة السّلفيين
والدّعاة همومهم والاطلاع على كثير ممّا يتعرضون له من فتن وممّا تتعرض له ا
لدّعوة السّلفيّة المباركة من صعوبات في بلدان العالم يعتبر مورداً مهماً من موارد المعرفة بأحوال الدّعاة،
فبيت الشَّيخ ربيع غير مغلق لا يدخله إلا بطانته فقط أولا يُسمح لأحدٍ أن يدخل عليه إلا المقربين حتى يقال ذلك .
همة الشّيخ الكبيرة في القراءة والاطلاع على البحوث والرسائل المقدمة إليه.
فالشّيخ ربيع يقرأ أكثر ممّا يسمع، ويستطيع كل شخص أن يعطي الشّيخ ربيعاً بحثاً
أو مقالاً علمياً تمس الحاجة إليه، والشّيخ يجتهد في قراءته وتصويبه إن كان البحث المقدم له أهمية في موضوعه.
وصلّ اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
====•••••====
