غلق المساجد

 الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه و من والاه، أما بعد:فقد كثر الجدل حول غلق المساجد احترازا من تفشي المرض والحد من انتشاره بين الناس، وهذا الموضوع في غاية الأهمية، وهو بحاجة إلى فقه كبير ومعرفة دقيقة بالأصول والقواعد العلمية، واطلاع واسع على مقاصد الشريعة، ولا شك أن الرجوع إلى العلماء الكبار في مثل هذه النوازل هو المتعين وهو الذي يحسم مادة النزاع والجدال الذي نهينا عنه،
وهناك أسئلة متعلقة بهذه المسألة لا بد من البحث عن الإجابة عليها: الأول : هل للطب الوقائي أصل في الشرع؟ الجواب: نعم. ومن الأدلة عليه : ١:حديث الطاعون :<<إِذَا سَمِعْتُمْ بِالطَّاعُونِ بِأَرْضٍ فَلَا تَدْخُلُوهَا، وَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا فَلَا تَخْرُجُوا مِنْهَا >> فهنا نهى عليه الصلاة والسلام عن الدخول إلى الأرض التي فيها الوباء، ونهى عن الخروج منها كي لا ينتقل إلى أرض ليس فيها. ٢:حديث :<<لَا تُورِدُوا الْمُمْرِضَ عَلَى الْمُصِحِّ >> وهذا واضح في النهي عن إيراد المريض بمثل هذه الأمراض على الصحيح، وفي مثل هذه الحال التي يخفى على الناس معرفة المريض لأن الفايروس الذي يسببه يكون كامنا لأسابيع، فهل يجوز للسلطان منع الاختلاط بين الناس؟ ٣:حديث الرجل الذي جاء ليبايع النبي صلى الله عليه وسلم وكان مجذوما : <<كَانَ فِي وَفْدِ ثَقِيفٍ رَجُلٌ مَجْذُومٌ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّا قَدْ بَايَعْنَاكَ، فَارْجِعْ>>. فمنعه النبي صلى الله عليه وسلم من مخالطة الأصحاء كي لا ينقل لهم الجذام. السؤال الثاني : هل يجوز للسلطان في مثل هذه الحال غلق المساجد؟ الجواب : نذكر هنا تعليق الشيخ بن عثيمين رحمه الله في شرحه لصحيح البخاري وعلى تبويب البخاري رحمه الله : بَابُ إِغْلاَقِ البَيْتِ، وَيُصَلِّي فِي أَيِّ نَوَاحِي البَيْتِ شَاءَ أراد المؤلف رحمه الله أن يبين أن إغلاق المساجد والكعبة وما أشبه ذلك للحاجة لابأس به ولا يقال إن هذا من منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه لأن هذا لمصلحة أو لحاجة أو لضرورة أحيانا، فلا حرج. انتهى كلامه رحمه الله. السؤال الثالث : هل يجوز للسلطان في الحال التي نحن فيها (انتشار فيروس كورونا في أكثر من مائة دولة) غلق المساجد؟ الجواب : ننقل هنا جواب الشيخ الفوزان حفظه الله على مثل هذا السؤال : صليت مع شيخنا صالح الفوزان اليوم المغرب ومنعني من السلام عليه، قال: حتى بالمصافحة، وقلت له: ما العلة في ذلك؟ قال: " العدوى والعمل بالتوجيهات الصادرة". ثم سألته عن إخوة لنا سلفيين في دولة كافرة صدرت توجيهات من الدولة للجميع المسلمين وغير المسلمين بعدم التجمع في دور العبادة، وهي نصائح غير ملزمة؛ لأن الدولة غير مسؤولة عنهم، فهل يتركون الصلاة في المساجد؟ قال: " نعم وهذا لمصلحتهم" . وسألته عن الكويت تم منع الصلاة في المساجد الجمعة، هل يصلونها في استراحة قال : "لا فيه محظور"، قلت: وإذا صلوها؟ قال: "صلاتهم صحيحة مع الإثم". #سالم_آل_رشيد يوم الإثنين ٢٢ / ٧ /١٤٤١ هجري بعد صلاة المغرب. هذه مساهمة مني فى حل الإشكالات الدائرة في الساحة بين إخواننا، فإن كان صوابا فبتوفيق الله، وإن كان خطأ فمن نفسي وتقصيري واستغفر الله. أبو عمار علي الشمري ٢٣ رجب ١٤٤١
جميع الحقوق محفوظة لكل مسلم ينشر المنهج الحق ©2023 إتباع السنة نجاة
تصميم : اخ الاسلام