التنبيه على كذب وبهتان أبي حذيفة السفيه
دفاعا عن شيخنا العلامة عبيد الجابري حفظه الله
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أما بعد:
فإن شيخنا ووالدنا العلامة الفقيه الزاهد الشيخ عبيد بن عبدالله بن سليمان الجابري - حفظه الله ناصرا للسنة وقامعاً للبدعة - من العلماء الربانيين، والمعلمين المربين، نحسبه كذلك، وحسيبه الله.
فوالله ما عرفناه إلا أبا مشفقا رحيماً، ومعلماً حريصا، ومؤدِباً خلوقا، يعلوه الوقار والهيبة، وسمته التواضع والورع والسماحة، مع ما حباه الله من غزارة العلم، ودقة التأصيل، والشدة على أهل البدع، والرحمة بأهل السنة.
عرفناه حريصا على السلفيين وعلى جمع كلمتهم، محذرا من الفرقة والاختلاف، داعيا إلى الاجتماع والائتلاف، فقد كان حفظه الله ينصحنا دائما ويحثنا على أن لا يختلف بعضنا على بعض، وهذا في عدة مجالس ولقاءات معه.
ثم يأتي من لا يتق الله في كلامه فيتكلم في الشيخ بكلمة لو مُزجت بماء البحر لمزجته!
فيزعم كذبا فض الله فاه: (أن الشيخ عبيدا أول من دعى إلى تقسيم ليبيا إلى شرق وغرب).
{ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ (19)} (الزخرف).
فنقول لهذا السفيه: إن سهمك طائش بإذن الله ولن تحقق مآربك، فلقد عرف العلماء وعرف طلاب العلم أن من أكبر المقاصد وراء مثل هذا الكلام وهذه الفتن وخصوصا المعاصرة منها، سواء كانت فتنة محمد بن هادي أوالفتن التي قبلها، مثل فتنة المأربي، وعرعور، والحلبي، أن القصد منها جميعا هو إسقاط العلماء الكبار، والنيل منهم، وتزهيد الناس فيهم، ليتمكنوا من الطعن في المنهج السلفي المبارك، وليمرروا مناهجهم المعوجة، ويحموا متبوعيهم ورؤوس الضلال فيهم من النقد والجرح.
وأكثر من استُهدف في هذه الحملات الظالمة هو الشيخ ربيع والشيخ عبيد حفظهما الله، وما ذاك إلا لأن الله - جل وعلا - بوأهما مكانة علمية، وملكة في معرفة الطوائف والكتب والرجال، ونقدها بحق، وبيان حال الموافق للسنة وحال المخالف لها، وقد قاما حفظهما الله بهذا الواجب أحسن قيام، فكاد لهما أعداء المنهج السلفي، ومكروا بشتى الأساليب للطعن فيهما، فمرة يطعنون في خواصهما وطلابهما ويزعمون أنهم بطانة سيئة محيطة بالشيخين كاحاطة السوار بالمعصم، ويتباكون كذبا على حال الشيخين مع هذه العصابة المجرمة، كما زعموا، ومرة بالطعن الصريح والمباشر في الشيخين - حفظهما الله – كما فعل خالد المصري، ولكن الله - جل وعلا – ناصرهما كما ينصر أهل الحق الثابتين عليه، والدعين إليه، والذابين عنه، وناصر دينه وسنة نبيه.
قال الله تعالى: { إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ (51)} (غافر).
فأين اصبح كلام الحجوري الذي طعن في الشيخ عبيد – حفظه الله –؟ لقد ذهب أدراج الرياح ولم يضر الشيخ عبيدا شيئا.
وأين اصبح ذلك المتخفي الذي كان يكتب باسم مستعار (السلف أعلم وأحكم)؟ الذي شنشن كثيرا وحاول جاهدا الطعن في الشيخ عبيد، لقد انتهى وانتهى كلامه.
ثم يأتي اليوم هذا السفيه فيحاول الطعن في الشيخ عبيد كما حاول أسلافه، ونبشره بأنه سينتهي وينتهي كلامه بإذن الله - جل وعلا -، فهذه سنة الله فيمن يطعن في علماء المسلمين بالظلم والجور والبهتان.
قال الإمام ابن عساكر - رحمه الله تعالى - في كتابه تبيين كذب المفتري /29:
(اعْلَم يَا أخي وفقنَا الله وَإِيَّاك لمرضاته مِمَّن يخشاه ويتقيه حق تُقَاته إِن لُحُوم الْعلمَاء رَحْمَة اللَّه عَلَيْهِم مَسْمُومَة وَعَادَة اللَّه فِي هتك أَسْتَار منتقصيهم مَعْلُومَة لِأَن الوقيعة فيهم بِمَا هم مِنْهُ برَاء أمره عَظِيم والتنَاول لأعراضهم بالزور والافتراء مرتع وخيم والاختلاق على من اخْتَارَهُ اللَّه مِنْهُم لنعش الْعلم خلق ذميم والاقتداء بِمَا مدح اللَّه بِهِ قَول المتبعين من الاسْتِغْفَار لمن سبقهمْ وصف كريم إِذْ قَالَ مثنيا عَلَيْهِم فِي كِتَابه وَهُوَ بمكارم الْأَخْلَاق وصدها عليم {وَالَّذين جاؤوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلا للَّذين آمنُوا رَبنَا إِنَّك رؤوف رَحِيم})
أنسي هذا السفيه من الذي فرق شمل الأمة ودعى إلى الخروج على ولاة الأمر وإشعال نار الحرب والفتن في كثير من بلدان المسلمين؟.
أنسي حقيقة الأمر ومن هو سبب دمار البلدان والشعوب الإسلامية، وتمزيق أراضيها وقتل أبناءها وتشريدهم من ديارهم؟.
وما تعانيه ليبيا اليوم حرسها الله، ورد عنها كيد الأعداء، إلا من ثمرات الفتاوى التي أطلقها دعاة الفتنة.
ألا يرى هذا المتشدق ما يحل بليبيا الآن؟ ألا يرى هذه الجيوش الغازية والمليشيات المجرمة كيف تجمعوا من كل حدب وصوب ودخلوا أليها؟
يقتلون أبناءها ويخربون بيوتها ويسلبون خيراتها.
بفتاوى من دخلت هذه الجيوش وهذه العصابات؟ ومن الذي أعطاهم الغطاء بل من الذي دعاهم للمجيء؟ ألا ينظر ألا يسمع؟ أليس هم دعاة الفتنة والمظاهرات والخروج على الحكام هم الذين جلبوا هذه الجيوش والعصابات ومعها الويلات وحمامات الدم إلى أرض ليبيا؟.
ثم يعمد هذا السفيه إلى رمي علماء السنة الربانيين بما يفعله أعداءهم من أهل الأهواء والبدع ودعاة التحزب والثورات!!!
{... فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ (46)} (الحج)
أم نسي من الذي فرق السلفيين وشق صفهم بأصوله الحدادية وطعنه وقذفه للأبرياء، ودعوته إلى عدم المصالحة وعدم الجلوس مع من يختلفون معه؟ ولازال مصرا على الفرقة والتفرق، وأبى ورفض كل محاولات الإصلاح.
فويل لهذا المطفف في ميزانه وحكمه، وقد علم وعيد الله للمطففين في متاع الدنيا، فليعلم أن التطفيف في ميزان الشرع والحكم بين الناس أشد وأنكى، فليعد للمسألة جوابا، وإن غدا لناظره قريب.
أما الشيخ عبيد - حفظه الله - فمثله كمثل غيره من علماء السنة قد عرفهم القاصى والداني بحرصهم على وحدة الصف وجمع الكلمة، وهذه كلماتهم مسجلة بأصواتهم ومكتوبة في كتبهم ومقالاتهم شاهدة على منهجهم السنى السلفي في الحرص على عدم التفرق وعدم الاختلاف والدعوة إلى المصالحة ورأب الصدع.
فلا يضرهم بإذن الله كذب الكذابين ولا بهتان المفترين { إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ (38)} (الحج/38)
ومن هذا السفيه حتى يكون لكلامه وزن في الشيخ عبيد، فهو لا يُعد في العير ولا في النفير، وليس لكلامه أي أثر بفضل الله جل وعلا، والشيخ حفظه الله قد شهد له كبار العلماء بالفضل والعلم والإستقامة، ولا يطعن فيه إلا جاهل أو صاحب هوى.
قال الشيخ العلامة المحدث ربيع بن هادي المدخلي - حفظه الله – دفاعا عن أخيه الشيخ عبيد الجابري - حفظه الله - السائل : السؤال الأول يا شيخ: ما رأيكم في الشيخ عبيد الجابري؟ وهل هو ليس بعالم وإنما هو طالب علم فقط ؟
الشيخ: (والله الذي يطعن فيه ويقول إنه جاهل هذا يتبع سبيل الشياطين، ويتبع الطرق الحزبية في الطعن في علماء المنهج السلفي، الشيخ عبيد من أفاضل العلماء السلفيين المعروفون بالورع والزهد والقول بالحق، بارك الله فيكم، وما يطعن فيه رجل يريد وجه الله تبارك وتعالى، وهذه الأساليب عرفناها من الحزبيين نعم تفضل بارك الله فيك) اهـ
(شبكة سحاب السلفية).
نسأل الله تبارك وتعالى أن يحفظ الشيخ عبيد وجميع مشايخ السلفيين وأن يرد عنهم كيد أهل الأهواء المفارقين والمفرقين.
كتبه الشيخ
أبو حسام محمود اليوسف الزوبعي
14 - ذو القعدة - 1441
