بيان خطر التصوير
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد:
فقد أخرج الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يخرج عنق من النار يوم القيامة له عينان يبصر بهما وأذنان تسمعان ولسان ينطق يقول إني وكلت بثلاثة بمن جعل مع الله إلها آخر وبكل جبار عنيد وبالمصورين.
قال الشيخ الألباني (صحيح) صحيح الترغيب والترهيب برقم ٣٠٦١.
هذا الحديث فيه وعيد شديد للمصورين حيث قرنهم عليه الصلاة والسلام وأخبر بأنهم يكونون مع المشركين الذين يدعون مع الله إلها آخر ومع الجبابرة المعاندين العنيدين فهذه الأصناف الثلاثة يوكل بهم ذلك العنق الذي يخرج من جهنم الذي تتصدع من هوله الأفئدة فيلتقط هذه الأصناف الثلاثة فيلقيها في جهنم نسأل الله العافية.
فالواجب علينا جميعا أن نخاف ذلك اليوم ونعمل للنجاة من أهواله والموفق من وفقه الله، والواجب علينا أن نقف عند حدود الله وأن نعمل بنصوص الكتاب والسنة، ولا نتهاون فيما حرمه الله، ومما حرمه الله جل وعلا التصوير الذي عمت به البلوى وانتشر شره في الآفاق، فهو محرم بتحريم الله له والأدلة على تحريمه كثيرة ومعروفة ومنتشرة وسأكتفي بالحديث المتقدم فطالب الحق يكفيه دليل واحد، وقد كتب في هذا الباب جمع من العلماء وطلبة العلم جزاهم الله خيرا ومنهم من جمع واستقصى الأدلة على تحريم التصوير.
وفتاوى العلماء الراسخين قديما وحديثا مشهورة في بيان تحريم التصوير إلا لضرورة أو حاجة نقوم مقام الضرورة.
ومن المؤسف أنا نجد كثيرا من الناس ينشر صوره الشخصية وصور غيره في مواقع التواصل ويعلقها الجدران ويحتفظ بها للذكرى كما يزعم بلا ضرورة ولا حاجة.
فعلى هؤلاء أن يتقوا الله في أنفسهم ويعلموا أنهم موقوفون بين يدي ربهم ومن صور صورة امره الله أن ينفخ فيها الروح وليس بفاعل وليعلم بأن الله جل وعلا يخلق بكل صورة صورها نفسا يعذبه بها في نار جهنم.
واخيرا ليعلم الجميع المصور والمصور له بأن الملائكة لا تدخل بيتا فيه كلب أو صورة، والبيت الذي لا تدخله الملائكة يكون مأوى للشياطين.
وأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يدخل البيت الذي فيه صورة إلا بعدما طمست.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى ورزقنا الاستقامة على الكتاب والسنة والوقوف عند حدود الله جل وعلا.
كتبه الشيخ
أبو حسام محمود اليوسف الزوبعي
١٩ - ذو الحجة - ١٤٤١
