الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الكريم،
أما بعد:
فإن ما يقع من منكرات في الأعراس تستدعي التنبيه والتحذير من عواقبها وآثارها الوخيمة والتي لا يراها أو قد يتجاهلها كثير من الناس للأسف الشديد، ومنها:
1-تجمع الأعداد الكبيرة في حفلات الأعراس والتي تسببت وتتسبب في انتشار الوباء المنتشر في العالم في هذه الأوقات، وكثير منها قائم على المباهات أو المجاملات والتصرفات غير المسؤولة، فعن أنس بن مالك، أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى على عبد الرحمن بن عوف أثر صفرة، فقال: «ما هذا؟» قال: يا رسول الله، إني تزوجت امرأة على وزن نواة من ذهب، قال: «فبارك الله لك، أولم ولو بشاة» [متفق عليه].
ففي ظل هذه الأوقات التي انتشرت فيها الأوبئة يكفي صاحب العرس أن يولم بشاة واحدة، ويحظر في العرس العدد القليل الذين تكفيهم الشاة مع التباعد وعدم المصافحة ويتم بذلك إشهار العرس.
وقد يتحمل صاحب العرس الآثام الكثيرة بسبب ما يقع من الإصابة بمرض كورونا جراء هذه التجمعات غير المسؤولة في الأعراس، وقد يكون سبب في موت من يموت بهذا المرض.
2- المغالات في المهور والتي تكون سبب في إحجام كثير من الشباب عن الزواج، وبقاء كثير من النساء عوانس دون زواج، فكثير من الناس، صاروا يبالغون في ثمن المهور وهذا المكروه في الشريعة الغراء، فعن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: إني تزوجت امرأة من الأنصار، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: «هل نظرت إليها؟ فإن في عيون الأنصار شيئا» قال: قد نظرت إليها، قال: «على كم تزوجتها؟» قال: على أربع أواق، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: «على أربع أواق؟ كأنما تنحتون الفضة من عرض هذا الجبل»
[رواه مسلم].
وبعض الأماكن التي حصل عندها هذا صار عندهم نسبة عالية من العنوسة وصار كثير من الشباب يتزوجون من أماكن أخرى أيسر مهورا، بل قد ينتشر الفساد بسبب ذلك، فالله الله في الرجال والنساء لا يضيعوا وتكونوا سببا في ضياعهم.
3- ما يحصل في هذه الأعراس من غناء وموسيقى، واختلاط محرم، بل ورقص للرجال والنساء في الشوارع وفي السيارات، ومضايقة في الطرقات في حفلات الزفاف، وقد تحدث بعض الحوادث المؤلمة بسبب ذلك.
والله أعلم،
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
كتبه الشيخ سعد النايف
مساء الجمعة
17من ذي الحجة/1441.
