لماذا يبغضون الشيخ ربيع من هادي المدخلي حفظه الله للشيخ سعد النايف وفقه الله




بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم النبيين، أما بعد:

فقد من الله علينا بالإسلام والسنة وفي هذا غاية النعمة والمنة، وجعل بيننا أئمة يدعون إلى الهدى، ويردون على أهل الهوى، ويصبرون منهم على الأذى، وهم علماء هذه الدعوة، ومنهم الشيخ ربيع بن هادي حفظه الله فقد صار في هذا الزمان علامة يعرف به السني من البدعي، وصاحب الحق من الغوي، وما ذاك إلا بسبب جهاده المرير في مقاومة البدع وأهلها، كما قال الإمام أحمد رحمه الله: في خطبة كتابه الرد على الجهمية والزنادقة: "الحمد لله الذي جعل في كل زمان فترة من الرسل بقايا من أهل العلم، يدعون من ضل إلى الهدى، ويصبرون منهم على الأذى، يحيون بكتاب الله الموتى، ويبصرون بنور الله أهل العمى، فكم من قتيل لإبليس قد أحيوه، وكم من ضال تائه قد هدوه، فما أحسن أثرهم على الناس، وأقبح أثر الناس عليهم، ينفون عن كتاب الله تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين، الذين عقدوا ألوية البدعة، وأطلقوا عقال الفتنة، فهم مختلفون في الكتاب، مخالفون للكتاب، مجمعون على مفارقة الكتاب، يقولون على الله وفي الله وفي كتاب الله بغير علم، يتكلمون بالمتشابه من الكلام، ويخدعون جهال الناس بما يشبهون عليهم، فنعوذ بالله من فتن الضالين[الرد على الزنادقة والجهمية ص52]. 

وهذا هو شأن أهل السنة السلفيون على مر التأريخ يسدون الخير والمعروف للناس دون أن ينتظروا منهم مدحاً أو شكراً، وذلك فيما يبينون من الدين الحق ويحذرون من المذاهب الردية والمناهج المنحرفة نصحا للخلق وتأدية للأمانة، مصداقا للحديث النبوي الذي يبين مزيتهم في ذلك، عن إبراهيم بن عبد الرحمن العذري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين وتأويل الجالين وانتحال المبطلين} [رواه البيهقي والطبراني وصححه الشيخ الألباني في المشكاة].

ومن أجل ذلك توجه أهل الباطل للطعن على أهل الحق، وخصوصاً من تنصب منهم لهذا الشأن وهو الرد على أهل البدع وبيان ضلالهم، ومنهم الشيخ ربيع بن هادي حفظه الله، فهم يقولون عنه وعن السلفيين: جامية ومدخلية  بل ألسنتهم تهذوا بأكثر من ذلك، ولا يضر أهل الحق ذلك، بل هو الميراث، قال الإمام أبو حاتم الرازي: "وعلامة أهل البدع: الوقيعة في أهل الأثر، وعلامة الزنادقة: تسميتهم أهل السنة حشوية، يريدون إبطال الآثار، وعلامة الجهمية: تسميتهم أهل السنة مشبهة، وعلامة القدرية: تسميتهم أهل الأثر مجبرة، وعلامة المرجئة: تسميتهم أهل السنة مخالفة ونقصانية، وعلامة الرافضة: تسميتهم أهل السنة ناصبة، ولا يلحق أهل السنة إلا اسم واحد، ويستحيل أن تجمعهم هذه الأسماء"[رواه ابن الطبري في "السنة" 1/ 179].

قال الإمام محمد بن هارون الفلاس: "إذا رأيت البغدادي يحب أحمد فاعلم أنه صاحب سنة، وإذا رايته يبغض ابن معين فاعلم أنه كذاب، إنما أبغضه لما بين أمر الكذابين"[تحفة الأحوذي ص:330].

وهذا هو السبب في بغضهم للشيخ ربيع كونه يفضحهم ويبين باطلهم، فهو الذي بين حال التكفيريين من أمثال سيد قطب ومن على شاكلته، وبين ضلال الإخوان المسلمين، والصوفية الخرافيين، وبين ضلال المتسترين بالسنة وهم منها خواء، فلا غرو أن يبغضه كل هؤلاء وأمثالهم وأذنابهم، فلله دره من عالم رباني لا يهاب ولا يخاف في الله لومة لائم، 

قال ابن دريد الأزدي في وصف أهل العلم والحديث:

لَهُمُ المَهابَةُ وَالجَلالَةُ وَالنُهى

وَفَضائِل جَلَّت عَنِ الإِحصاءِ

وَمِدادُ ما تَجري بِهِ أَقلامُهُم

أَزكى وَأَفضَلُ مِن دَمِ الشُهَداءِ

يا طالِبي عِلمَ النَبِيِّ مُحَمَّدٍ

ما أَنتُم وَسِواكُمُ بِسَواءِ.

والله أعلم وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

كتبه الشيخ سعد النايف / الأحد 23 رجب 1442.

جميع الحقوق محفوظة لكل مسلم ينشر المنهج الحق ©2023 إتباع السنة نجاة
تصميم : اخ الاسلام