بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طليق) رواه [مسلم]
وعن أبي جري الهجيمي رضي الله عنه قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله إنا قوم من أهل البادية فعلمنا شيئا ينفعنا الله به فقال: (لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تفرغ من دلوك في إناء المستسقي ولو أن تكلم أخاك ووجهك إليه منبسط وإياك وإسبال الإزار فإنه من المخيلة ولا يحبها الله وإن امرؤ شتمك بما يعلم فيك فلا تشتمه بما تعلم فيه فإن أجره لك ووباله على من قاله) [رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن صحيح والنسائي مفرقا وابن حبان في صحيحه واللفظ له وصححه الشيخ الألباني رحمه الله]
وأولى من ينبغي أن يتصف ويتحلى بهذه الصفة ألا وهي البشر والطلاقة والتبسم في وجوه الناس عامة إلا أهل البدع الدعاة وأمثالهم، هم أهل العلم الدعاة الى الله تعالى، فتبسمهم في وجوه الناس في مساجدهم وأسواقهم ومحال أعمالهم وغيرها مما يحببهم الى الناس ويقربهم منهم، مما له الأثر البالغ في قبول دعوتهم، وكذلك القاء السلام والتودد مع الناس بالعبارات الجميلة شيء مهم في قبول الدعوة، فلا تهمل هذا أيها الأخ السلفي، فقد تحب السلفية من خلالك وهذا هو المأمول منك، وبعض الناس يشكو من بعض الأخوة السلفيين الذين يدخلون الأسواق أو غيرها، ولا يبالون بالقاء السلام على من يلاقيهم، ولا يهشون ويبشون في وجوه الناس، فينبغي أن ينتبه هؤلاء الإخوة الى هذه المسائل التي قد لا يلقون لها بالا، وهي من الأمور المهمة، والله أعلم، وصل اللهمَّ على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
كتبه الشيخ سعد النايف ٢٨ربيع الأول/١٤٤٢.
